الأطراف العلمانية واليسارية لم تعمل ـ مع الأسف ـ وفق الشعارات التي كانت ترفعها، من
قبيل الديمقراطية والقبول بالآخر وحق التداول على السلطة. إن تلك الأطراف ـ سواء في
مصر أو ليبيا أو تونس أو المغرب أو غيرها من البلدان ـ تعمل بكل قوة من أجل إفشال
التجربة وليس معارضتها أو نقدها بموضوعية. وأنا هنا لا أبرئ الأحزاب الإسلامية من الأخطاء
التي يمكن أن ترتكبها، ولكنها أخطاء طبيعية، لأن تلك الأحزاب جاءت في ظرف غير عادي
وغير طبيعي، بل هو ظرف انتقالي. ونحن نعلم كم قضت الدول التي سبقتنا في مثل هذه
التجارب من سنوات طويلة، من أجل أن تستقر الأمور. ومثلما لاحظنا في مصر وتونس وفي
غيرهما من البلدان، فإن الطرف الآخر لا يريد أن يكون فقط شريكا، بل يريد أن يفرض رأيه
ومبادئه التي يؤمن بها، ويلغي الطرف الآخر ولا يسمح له حتى في أية جزئية من الجزئيات
، وهذا سلوك لا تقول به لا الديمقراطية ولا التوافق الذي يفترض أن يكون في مرحلة
انتقالية لا غالب فيها ولا مغلوب. لكن التوافق عندهم هو أن تلتزم بما يطرحونه هم.
لنتصور أن العكس هو الذي حصل: لو أن طرفا آخر غير الإسلاميين تصدر المشهد السياسي
الآن، وقامت الحركات الإسلامية بما يقومون به هم الآن، كيف سيكون ردّ فعلهم؟ لا أعتقد
أن الموقف سيُقبل، بل سيُتحدث عن عدم قبول الشرعية الديمقراطية وغير ذلك من
الأمور.
قبيل الديمقراطية والقبول بالآخر وحق التداول على السلطة. إن تلك الأطراف ـ سواء في
مصر أو ليبيا أو تونس أو المغرب أو غيرها من البلدان ـ تعمل بكل قوة من أجل إفشال
التجربة وليس معارضتها أو نقدها بموضوعية. وأنا هنا لا أبرئ الأحزاب الإسلامية من الأخطاء
التي يمكن أن ترتكبها، ولكنها أخطاء طبيعية، لأن تلك الأحزاب جاءت في ظرف غير عادي
وغير طبيعي، بل هو ظرف انتقالي. ونحن نعلم كم قضت الدول التي سبقتنا في مثل هذه
التجارب من سنوات طويلة، من أجل أن تستقر الأمور. ومثلما لاحظنا في مصر وتونس وفي
غيرهما من البلدان، فإن الطرف الآخر لا يريد أن يكون فقط شريكا، بل يريد أن يفرض رأيه
ومبادئه التي يؤمن بها، ويلغي الطرف الآخر ولا يسمح له حتى في أية جزئية من الجزئيات
، وهذا سلوك لا تقول به لا الديمقراطية ولا التوافق الذي يفترض أن يكون في مرحلة
انتقالية لا غالب فيها ولا مغلوب. لكن التوافق عندهم هو أن تلتزم بما يطرحونه هم.
لنتصور أن العكس هو الذي حصل: لو أن طرفا آخر غير الإسلاميين تصدر المشهد السياسي
الآن، وقامت الحركات الإسلامية بما يقومون به هم الآن، كيف سيكون ردّ فعلهم؟ لا أعتقد
أن الموقف سيُقبل، بل سيُتحدث عن عدم قبول الشرعية الديمقراطية وغير ذلك من
الأمور.