لا بد للظلم أن ينتهي
الحمد لله وحده هزم الأحزاب وحده ونصر عبده ,اللهم صلي على سيدنا محمد وأله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فما إن تشرق شمس صباح يوم جديد إلا ووابل من الأحداث تنقل إلينا من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية .
وجزء كبير من هذه الأحداث يحكي عن شعبنا المجروح ،ودمنا المستباح في صورة قاتمة ، تَكلُم الفؤاد ، وتنغِّص على المواطن حياته .
ويرى الوطن وهو يجرَّ في سراديب الإذلال ، ذلّ بعد ذل ، وجرح بعد جرح ، وصراخ يتلوه صراخ ، وصياح يتبعه صياح ، ومستقبل البلد بيد لأندال(التماسيح والعفاريت)هراء ، ويخططون له ما يريدون ، وإلى وضح النهار يدبرون و يتآمرون .
لكن ومع هذا كله لا بد لشعبنا أن يتذكر ويستيقن أن ما يجري هو بيد الذي لا تغيب عنه غائبة ، ولا تخفى عنه خافيه .
وأن يعلم أن ما قضي كائن ، وما قُدِّر واجب ، وما سُطِّر منتظر ، وأن مهما يشأ الله يكن , ولاشك أن الشعب اليوم يواجه حرباً شعواء ، ملأ أصحابها الدنيا عدواناً ، وأشعلوها نيراناً ، وأنى لهؤلاء أن يحققوا سلاماً دائماً أو سكوناً دائباً زعموا . والبعيد اليوم قبل القريب يشهد أن الكيد بلغ مداه ، وأن الظلم قد وصل منتهاه . ووالله إن هذه علامة قرب هلاك المستبدين . وسنن الله عبر ألاف السنين لا تتغير ، وتقرر أن الظلم وإن كان لا يدوم .
هؤلاء الطغاة كتب التاريخ عن ظلمهم ما كتب ، وسفكوا الدماء وضيعوا الأموال ، واعتدوا على الحُرمات ، وساموا الناس سوء العذاب ، وماذا كانت النهاية ؟
النهاية ليلة واحده وافترشوا بعد العز ذلاً وبعد الظهور قهراً . ليلة واحدة يسجن أمراءهم وكبراءهم حتى أن وزيراً من وزرائهم الظلمة سجن هو وابنه في زنزانة ، فالإبن يخاطب أباه متعجباً من الحال : أبتاه في صبيحة هذا اليوم نأمر وننهى وفي الليل نسجن !!! فقال : الأب وهو يبكي : يا بني هذه دعوة مظلوم سرت في جوف الليل نمنا عنها ، لكن عين الله لم تنم :
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً ********* فالظلم يرجعُ عقباهُ إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ ********* يدعوا عليك وعين الله لم تنم
نعم أتظن أن دموع الثكالى والمظلومين تذهب سدى ؟؟
أو تظن أن جرح المجروحين ، و أنين المضطهدين يذهب هدرا ؟!! أو تظن توجعات الأسارى ظلماً والمقهورين عندما يرفعون أيديهم في جنح الظلام،أو تظن أن تلك الأيادي التي رفعت ليس لها عند الله ميزان ؟؟
لا والذي يغار على حُرمه ويغضب ، إذا انتهكت ، لينصرنها الله وإن نصره لقريب . إن علو الفاسد المفسد ومدده بالقوة ، والطغيان ما هو والله إلا استدراج وإملاء قال تعالى : " ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين " .
وصدق الله " لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاعٌ قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد" نسأله سبحانه أن يعجل بالفرج لهذا البلد ، وأن يكشف عنه سواد الغمة ، إنه خير من سُئل ، و أرأف من ملك، وأجود من أعطى . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ,والحمد لله رب العالمين.
الكاتب:نورالدين بوطلالق