سجل محمد الفزازي، غياب جهات إسلامية وازنة في المغرب عن الإدلاء بدلوها حول ما يتعلق بتصريحات أحمد عصيد، التي اعتبر فيها رسائل النبي محمد صلى الله عليه و سلم إلى ملوك الأمم "إرهابية". و قال المعتقل السابق ضمن ما كان ما يعرف بالسلفية الجهادية أن "برود الإخوة في الأحزاب والجماعات الإسلامية لا سيما حزب العدالة والتنمية الحاكم وبين يديه حقيبة العدل والحريات... وجماعة العدل والإحسان" أمر عجيب. و ذلك أن التيارين السابقين اللذين يعتبران الأكثر تنظيما و أتباعا في المغرب، لم يحرّكا ساكنا في الرد على حملة التيار العلماني الذي رصّ صفوفه للدفاع عن عصيد، و تصويره ضحيةً.
يقول الفزازي في تعليق له على الفايسبوك: "لقد حاورت عصيد أكثر من مرة ولساعات طويلة... وحاولت هدايته بكل ما أوتيت من قوة، وأعترف أنني فشلت في إقناعه بعظمة الإسلام وجلال القرآن وصدق النبي الرحمة المهداة... صلى الله عليه وعلى آله وسلم. بل ما زادت دعوتي عصيدا إلا نفورا..." و أكد أن عصيد عنيد غاية العنادة و لا تزيده الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية إلا إصرارا على ما هو عليه، عازيا فشله في هدايته إلى "الوقر الذي في أذنه" مصداقا لقوله تعالى:"وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون".
اختتم الفزازي كتابته بدعوة الشعب المغربي المسلم إلى "التزام السلمية في الرّد، وتوخّي الحكمة والأسلوب المتحضر. وانتهاج السبل المشروعة و المناظرة والرد العلمي والفكري" من خلال، أو عن طريق الاحتجاج السلمي عن طريق تظاهرات ووقفات منددة ومستنكرة، مذكرا أن القضاء هو الجهة الوحيدة المخول لها معاقبة عصيد على تصريحاته خاصة و أن "قانون 'زعزعة عقيدة' مسلم بين يديه"، ملحا على ضرورة رفع أكف التضرع إلى الله بالدعاء على عصيد.
من جهة أخرى سجل الفزازي غياب أي رد فعل من أقوى تنظيمين إسلاميين بالمغرب، حيث لم تُصدر جماعة العدل و الاحسان و حزب العدالة و التنمية إلى حد الآن أي بيان في الموضوع، رغم سابق تنديداتها و تظاهراتها بسبب سخرية الدانمارك و جهات أخرى من رسول الله صلى الله عليه و سلم، كما سجل "سلبية" موقف المجلس العلمي الأعلى "حيال هذه الهجمة العلمانية على دين الأمة"، مثمِّنا موقف حزب النهضة و الفضيلة و مقالات بعض الشيوخ.
وفي تعليق تالٍ على شكل بلاغ، استغرب الفزازي ادعاء عصيد الانتصار عليه في سابق مناظراته، رغم فراره من مناظرتين كانتا مقرّرتين اليوم الجمعة 26 أبريل و بداية ماي القادم!