بيان حول أحداث مدينة جرادة والتعتيم المفروض.

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
فرع الجهة الشرقية – جهة وجدة - 
بيان

عرفت مدينة جرادة أيام الجمعة و السبت و الأحد 10 و 11 و 12 ماي أحداث مؤلمة و متلاحقة ابتدأت بوفاة عاملين من عمال آبار السندريات هما المرحومان جمال وزار و عبد النبي لكعيوي نتيجة الاختناق في إحدى الآبار ، في حين تم نقل آخرين إلى المستشفى الجهوي بوجدة في وضعية تبدو خطيرة بعد أن تم انقادهما من طرف زملائهما في ظل شلل دور الوقاية المدنية و السلطات المعنية الحاضرة.
و في إطار التضامن العمالي و تأبينا للضحيتين نظم المواطنون بعد الجنازة مسيرة سلمية في اتجاه العمالة تم اعتراضها مرتين قبل الوصول إلى العمالة رغم طابعها السلمي ، و عند وصولها إلى مقر الشرطة تدخلت القوات الأمنية بتفريق المظاهرة بالعنف ، و لم يسلم من التدخلات القمعية النساء و الأطفال و الشيوخ . وقد أسفر عن هذا التدخل إصابات بالغة و كسور للعديد من المواطنين و المناضلين الحاضرين تلته حملة من الاعتقالات الواسعة في صفوفهم . وقد استمر المناضلون و المواطنون في الاحتجاج بالتوجه إلى مركز الشرطة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين بحضور و متابعة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و بعض الفعاليات المدنية و الديمقراطية ، و قد تدخلت القوات الأمنية من جديد لقمع المتظاهرين و تم استهداف ضمنهم الناشطين الحقوقيين المعروفين في المدينة حيث أصيب الرفيق جمال علاي عضو مكتب الفرع المحلي و أمين مال الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بكسر في يده و بآثار الضرب على مستوى أنحاء جسمه ، كما تعرض الرفيق سليمان المجدوبي للضرب في أنحاء جسمه ، وكما تلاه تطويق منافذ المستشفى الإقليمي بعناصر الشرطة و القوات المساعدة في جو من الترهيب الذي ساد المدينة كلها ، كما شنت السلطات حملة اعتقالات أخرى في وسط المواطنين و الشباب يبدو أن بعضهم لا يزال رهن الاعتقال إلى حين كتابة هذا البيان .
إن المكتب الجهوي و هو يتابع مختلف الانتهاكات التي تعاني منها مدينة جرادة على ضوء هذه الأحداث من خلال فرعه المحلي و الجهوي فإنه يسجل ما يلي :
1- إدانته و استنكاره الشديد لم تتعرض له مدينة جرادة من انتهاكات خطيرة للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و ما تعانيه من عطالة و تفقير و استغلال بشع في الساندريا ت حيث يعمل العمال في ظروف تنعدم فيها كل الحقوق الشغلية بما فيها الحق في السلامة البدنية ، و هو نتيجة لما تعرفه المدينة من تهميش مضاعف و من غياب أية معالم تنموية ، و من معاملة مواطنيها باستمرار بمنطق الهاجس الأمني و بالتدخل السافر لقمع أبسط الحريات كحرية التجمع و التظاهر و الحق في الاحتجاج السلمي ، بما في ذلك قمع أطر جمعيات المجتمع المدني و النشطاء الحقوقيين .
2- إدانته الشديدة لعمليات القمع الشرس و الهمجي للتدخلات القمعية اتجاه تظاهرة سلمية للمواطنين المكلومين نتيجة الوضع المأساوي و القاتل للعمل في الساندريات .
3- تنديده لما تعرض له المسئولون و النشطاء الحقوقيون و مختلف الشباب و المواطنين من قمع و تنكيل مما يؤكد من جديد الاستخفاف بحقوق الإنسان و يؤكد على أن التزامات الدولة بها مجرد واجهة للاستهلاك الخارجي و الداخلي .
4- المطالبة الفورية بالكف عن الاعتقالات و المداهمات في حق المواطنين بالمدينة ، و فتح تحقيق في ظروف الوفيات في الساندريات و مستوى التقصير من طرف المسؤولين بالمدينة في حماية أرواح الناس ، و في ما يتعرض له السكان من قمع شرس و تنكيل و ما نتج عنه من إصابات مست السلامة البدنية للمواطنين و النشطاء الحقوقيين .
5- نقدم التعازي الحارة لعائلة الفقيدين و نعلن تضامننا المطلق مع ساكنة جرادة و مع ضحايا التهميش و الاستغلال و التفقير ، كما نعلن تضامننا مع كل ضحايا الهجوم القمعي و منهم مسؤولو الجمعية و مناضلوها في الفرع المحلي و الجهوي .

رئيس الفرع الجهوي للجهة الشرقية
إسلامي ع الحفيظ
الأحد 12 ماي 2013