توفي رجل، بمستشفى ابن طفيل بمدينة مراكش، وذلك بعد إصابته بمرض خطير لم يعرف كنهه، وإن كانت الكثير من الاحتمالات تشير إلى أن الوفاة حدثت بسبب "جنون البقر"، الذي ألّم بهذا الرجل المشتغل داخل حظيرة لتربية الأبقار، بمنطقة سيدي رحال، إقليم قلعة السراغنة، حسب ما أفاد به عبد الإله الخضري عضو المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان.
ملابسات إصابة العامل بهذا المرض، تعود إلى نفوق بقرة يوم 12 أبريل الماضي في حظيرة يملكها رئيس المجلس الإقليمي بقلعة السراغنة، حيث قام العامل الهالك بتشريح البقرة كما طلب منه ابن مالك الحظيرة الذي يشتغل كبيطري، ليجد القلب منتفخ بشكل غير طبيعي، والرئة قد انفجرت وانشطرت لقطع صغيرة، مما جعله يحرق جثتها بعد طلب من البيطري، حسب إفادات الخضري.
ومباشرة بعد عملية الإحراق، أصيب العامل بحمى شديدة استدعت نقله إلى المركز الصحي بالمنطقة، إلا أن عجز طاقم التمريض عن إسعافه خاصة وأن جسده تلون بعدد من البقع الحمراء، جعله يتجه إلى مستشفى قلعة السراغنة، ومنه إلى مستشفى محمد السادس بمراكش ثم إلى مستشفى ابن طفيل، حيث أجريت له فحوصات أكدت إصابته بفيروس خطير كما يشير تقرير من المركز المغربي لحقوق الإنسان، وساءت حالته بشكل كبير، بعدما أصيب بنوبة هستيرية، اضطر معها الطاقم الطبي إلى حقنه وربطه بسريره، إلى أن توفي يوم السبت.
وزاد الخضري في اتصال له، إلى أن البرلماني المذكور، حاول بيع قطيعه من الأبقار للتخلص من تبعات هذا المشكل، إلا أن الساكنة لم تستطع الإقدام على هذه المغامرة، خاصة وأن غالبيتهم، تعتقد بأن وفاة الهالك نتجت عن الإصابة بمرض جنون البقر، وهو ما دفع المركز المغربي لحقوق الإنسان إلى تنظيم وقفة احتجاجية بسيدي رحال، للمطالبة بفتح تحقيق عاجل حول ملابسات الوفاة في ظل ما وصفه الخضري بمحاولة إدارة المستشفى التكتم على الخبر بعدما جعلت من الوفاة حادثة عادية.
وإضافة إلى حديثه الصريح عن احتمال وجود مرض جنون البقر بالحظيرة المعنية، أشار إلى أن البرلماني الذي يرأس كذلك المجلس البلدي لسيدي رحال، اقترف مجموعة من الخروقات كبناء معمل للدواجن دون استشارة ساكنة المنطقة الذين تضرروا بيئيا وصحيا من الروائح الكريهة التي يخلفها هذا المعمل، وأرسلوا في هذا الصدد، عددا من الشكاوي التي لم تقدم أية نتيجة.