الساعة الثالثة ببهو مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء يلتحق أو المهاجرين أو بالأحرى المهاجرات الذاهبات إلى تركيا عبر الخطوط "العربية " بنات في مقتبل العمر يجتمعون في حلقة صغيرة يناقشون كيف ستمر الرحلة إلى تركيا بعد أربعة ساعات ونصف تحط الطائرة بمطار "الصبيحة " توقيت تركيا منتصف الليل سيارة خاصة تنظر المغربيات أمام المطار تنقلهم إلي وجهة مجهولة خصوصا اللائي يسافرن لأول مرة . تنقطع أخبارهم عني لأزيد من أسبوع لكن المفاجئة تأتي من مكالمة بهاتفي المغربي صوت نسوي مبحوح يطلب ملاقاتي .هده المكالة ليست سوى ل"فتيحة" دات العشرون ربيعا بعد موعد اتفقنا عليه إلتقينا بأنقرة العاصمة التركية للدهاب إلى مقر السفارة المغربية بأنقرة أو "قنصلة فاس " كما يناديها الأتراك . المفاجئة الكبرى كانت عندنا وصولنا لمقر السفارة بحيث بدأت تظهر معاناة المواطنون المغاربة بتركيا والمشكل واحد يتمثل في تعامل القائمين بالأعمال الدبلوماسية.حكايات تتكرر على كل لسان نتيجة سوء الخدمة المقدمة للمرتفقين لهذه المؤسسة الدبلوماسية، أو طريقة معاملتهم والتي تتسم في الغالب بالمماطلة والإهانة.هواجس كثيرة تقض مضاجعهم أولها صعوبة ولوج مقر السفارة وعدم تواجد قاعة للاستقبال مما يدفع العساس إلى طرد المواطنين خارج بناية مقر السفارة.تقع سفارة داخل بناية تاريخية من طابق علوي وطابق أرضي، تم إدخال إصلاحات عليها، لكنها لم ترق مع ذلك إلى مستوى ما يصبو إليه أفراد الجالية المغربية، وفق من شهادات يؤكد من خلالها المهاجرون المغاربة أن سفارة بلادهم تفتقد إلى الكثير من المواصفات لتكون في مستوى إدارة حديثة تواكب مستوى الإدارات التركية.معاناة المهاجرين لا تنتهي، بدءا بالجفاء الذي يقابلون به وممارسات ترد على كل لسان حول اتهام بعض الموظفين بالمحسوبية وفرض إتاوات لقاء عملهم.ينضاف إليها أن المهاجر الذي يجد نفسه في الغالب في مواجهة الإجراءات المعقدة والانتظار الطويل يقحم تلقائيا في صراع مستمر مع الوقت، إذ لا يمكنه قضاء مصلحة داخل السفارة.وفي داخل البناية لا تتوفر قاعة مناسبة للاستقبال، مما يجبر الكثيرين على الاصطفاف في طوابير الانتظار.
بعد جهد جهيد وإعلان هوياتي كإعلامي مغربي تحركت الهواتف بين الكاتبة والسيدة القنصلة و بقية الهيئة الديبلوماسية ليتم إستقبالنا لعرض القضية لكن المفاجئة عوض البحت والتقصي في الحقائق شكاية المواطنة المغربية ومأساتها .وبقدرة قادر تصبح الفتاة هي المجنية بدل ما كانت مجنى عليها . الحس الصحفي دفعني للبحت في أغوار هده القضية المعقدة وبطبيعة الحال بإعانة ومعلومات "فتيحة "الفتاة التي تمردت على مافيا تهجير الفتيات لتركيا من أجل ممارسة الرديلة .تقول فتيحة أنها مباشرة بعد وصولها إلى إسطنبول تم أخدهن إلى شقة مفروشة بمنطقة تقسيم المشهورة باسطنبول التركية وبعد يومين طلب منها الإنتقال إلى كباريه "ليالي العرب" لملاقاة زبون من السياح العرب الذين هجروا عددا من الدول العربية، ليبحروا على نسمات بحر البوسفور بحثا عن المتعة. فتيحة المغربية في عقدها التاني من بين العشرات من المغربيات التي يعج بهن الملهى الليلي "ليالي العرب" وبعض الملاهي التركية واللواتي يقدمن خدمات جنسية للسياح العرب على وجه الخصوص. و اصطيادهن للزبناء العرب الأكثر دفعا للمال.فتيحة أخدتني لملاقاة مغربيات بكباريه "ليالي العرب " كزبون ليبي خوفا من إفتضاح أمري كإعلامي مغربي .هنا التقت ب"هجر" أو البيضاوية كم ينادونها والتي حكت قصتها بمرارة بحيث قالت هجر وغيرها من المغربيات اللواتي يحترفن الجنس "الدعارة" بأكبر المدن التركية.. حكايتهن تختلف في تفاصيلها لكنها تتوحد في مسارها.."تنجي لتركيا من فترة إلى فترة.. أو ماتنفوتش فيها ثلاث أشهر " تقول هجر، بفخر كبير، تؤكده طريقة كلامها المثيرة. حيث وجدت مافيا لتهجير المغربيات للتركيا بمباركة سفارة المغرب بتركيا على أساس المجيء لتركيا للعمل لكن بعد الوصول لإسطنبول تتغير اللهجة ويؤخدن إلى زبناء خليجيون لتلبية طلباتهم مقابل حفنة من الدولارات هجر تقول لا سماحة لهده المافيا التي حولتني إلى عاهرة وإختيار هذه المهنة من أجل حماية حياتي .بحيث اختارت الطريق إلى تركيا، بدلا من سوريا أو حتى البقاء في المغرب. بعد أن تعرفت على مغربية تنظم لها ولغيرها برنامجا خاصا. مسار خديجة المركشية الأصل ككل مغربية تحترف الجنس غالبا من مطار محمد الخامس، الذي تغادره على أساسا أنها عاشقة لجمال تركيا وأنها سائحة، وينتهي بها الأمر إلى شقق مفروشة، تستقبل به زبناءها من العرب أساسا، تلبي رغباتهم دون قيد أو شرط، وذلك مقابل 50 إلى 100 أورو عن كل ليلة معفاة من مصاريف الأكل والمبيت.
يتكلف عرب ومغاربة تحت رعاية السفارة المغربية بأنقرة بهذه الشبكات بجلب المغربيات، حيث يقمن بسحب جوازات السفر منهن بمجرد وصولهن إلى تركيا. يؤكد عدد من المغاربة المقيمين في تركيا، أن مجموعة من الفتيات المغربيات يتم استغلالهن من طرف مسيري مراقص ليلية في اسطنبول يجبرن على الرقص الإباحي رغم أنهن أقل براعة من الراقصات الروسيات والبلغاريات والرومانيات وحتى التركيات.في غياب أي مراقبة على تلك الأماكن التي تقع في مناطق تسيطر عليها مافيات دولية مختصة في الاتجار في البشر والمخدرات. فالإقبال الكبير على المغربيات من طرف السياح العرب الذين اجتاحوا تركيا مع دخول المسلسلات التركية المدبلجة للعربية إلى البيوت العربية.
تواجد عدد كبير من المغربيات بسوق العمالة الجنسية بتركيا لا يقلق كثيرا السلطات الأمنية التركية، خاصة إذا توفرن على إقامات شرعية، شريطة ألا تقلق راحة محترفات الجنس التركيات، فهذه المهنة ينظمها القانون، خاصة بعدما وافق مجلس الدولة التركي على تطوير مهنة احتراف الجنس .
