أخر الاخبار

بـــرامــج النــــاس

أخــبـــــــــار وطــنـيـة

بـــــــــــــــانورمـــــــــــــــــــا

أحـــــوال النـــــــــاس

أحـــداث المــلاعــب

أخــبـــــــــار السـيــــــاســـة

أخــبـــــــــارالإقتـصــــــــــاد

أخــبـــــــــار و بـــرامــج

شهادة صارخة:طبيب في السوبسي تأتي به الأقدار مريضا في مستشفى مولاي عبد الله.

إليكم شهادة صادمة من طبيب\صديق كان على حافة الموت ليلة أمس.. كيف تم التعامل معه في مستعجلات مولاي عبد الله و كيف كانت سيارة الاسعاف التي نقل فيها: 


بعد يوم شاق من العمل... عدت ليلة أمس (23/4) إلى المنزل حيث أقطن وحدي...قررت أخذ حمام ساخن... بعده أحسست بإرتخاء شديد و صداع ... و لم أستطيع إرتداء ملابسي إلا بمشقة بالغة...أحسست بثقل أطرافي......كلما حاولت الإمساك بشيء سقط...كنت واهنا و حائرا أتساءل عن ما يحصل حاولت أن أمشي فبدأت أسقط...راودتني فكرة الموت في داخلي...نطقت بالشهادتين رغم أني قلت حينها أنه لم يصل الوقت بعد و أنه مازال لدي الكثير لأعمله... آنذاك قررت الخروج من المنزل... زحفت إلى الباب فتحته و هويت مغشيا علي عند عتبته...
...بعد وقت من الغيبوبة أقظتني حركة جيراني في العمارة الذين أحاطوا بي.. و وفتحوا النوافذ لأن رائحة الغاز كانت تنبعث من كل مكان... قبل أن تأتي إحدى الجارات بٱلة لضخ الأكسجين و تقوم بوضع وسادة وراء رأسي وتفرش لحافا على الأرض في إنتظار الوقاية المدنية...أذكر أنني شعرت كأنني غريق في جب عميق...أسمع أصوات من حولي بدون القدرة لا على الكلام و لا على الحركة...إعتقدت لوهلة أني مت لمعرفتي بأن الأموات يسمعون كما قيل في الحديث الشريف...كلما حاولت فتح عيني بصعوبة كانت رؤيتي ضبابية و كنت أشعر بالدوران و الرغبة في القيء...
أتى رجال الوقاية...و وضعوني لي في سيارة الإسعاف إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا...حاولت أن أقول لرجل الوقاية أن ينقلي إلى السويسي ورفضوا بدعوى أنهم لا يحق لهم نقلي إلى السويسي حيث أعمل (أو هذا ما إستطعت فهمه من كلامه)... كنت في قمة الإنهاك و لم أستطع له جوابا... قام عزيز (السانديك ديال العمارة) و عبد الغني بمرافقتي...بحثوا عن الأكسجين داخل سيارة الإسعاف دون جدوى... كانت أقرب لسيارة نقل الموتى من أي شيء ٱخر...
...في مستشفى مولاي عبد الله بسلا أدخلوني إلى '' كل شيء إلا المستعجلات ''...كنت أسمع أصوات الشمكارة تلعن الرب و حديث عن مقرقب يأكل الزجاج...و الحق أقول أنه في تلك اللحظة توجست خيفة حيث أني كنت واعيا إنما دون القدرة على رد الفعل من شدة الوهن.... أتت إلي طبيبة لم أستطع رؤية وجهها ضربت على جبهتي لتختبر درجة وعيي مرة أو إثنتين و سألتني عن إسمي... قال لها مرافقي أني طبيب... ومضت إلى حال سبيلها بغرابة دون فحص و لا قياس ضغط ولا شيء ( واتفو!)... دفعوني إلى مكان ما و وضعوا على وجهي قناعا تمثيليا لا أكسجين فيه...إزداد ضجيج الشمكارة و إزداد الدوار و بدأت أتقيأ...إتسخت ملابسي...
.سألني أحدهم بلباس مدني (علمت فيما بعد أنه الحارس العام) عن ما بي ؟ فقلت له تسمم بالغاز... و مضى حتى هو الآخر إلى حال سبيله... عزيز و عبد الغني بدآ يحتجان على الإهمال و يطلبان سيارة إسعاف قصد نقلي للسويسي... تأسفت كثيرا لكوني أعجز من أنهض من على (الشاريو) ....حملني مرافقي إلى سيارتهما فتحا نوافذ التهوية و إنطلقا بي إلى السويسي مسرعين...
في الطريق أذكر أني لم أشعر بشيء حينها غير الرغبة العارمة في الحياة ...كان كل تركيزي هو على أن أتنفس ببطء و أن لا أجزع...تمددت في الكراسي الخلفية للسيارة و كلما أستنشقت هواء أكثر شعرت بتنمل في جوارحي كأن الحياة تدب فيهم من جديد...
....بمجرد ما وصلنا إلى المستعجلات تعرف إلي العاملون على الأمن (سيكيريتي) و نقلوني على وجه السرعة إلى أطباء الحراسة (زملائي في العمل) الذين قاموا بمجهود مشكور من أكسجين + سيروم...حتى أتى صديق و إتصل بمصحة خاصة معروفة إستكملت فيها العلاج و قضيت فيها ما تبقى من تلك الليلة..... هاته الليلة ولادة جديدة بالنسبة لي..و غيرت في أشياء إلى الأبد.